هُنا أطيرُ مثلَ كَمانٍ أو أنكبُ مثلَ سنونةٍ
هُنا تصدحُ أغنيةٌ
والعابرونَ كالنملِ في سَماءِ النَدى
يتَطفلونَ على ما تَبَقى مِن دَنَسٍ لذيذ
يُهيمِنُونَ الزبدَ ضدَ حلفاءَه
ولا يَدعونَ للصدقِ هواءً ليَتنفسْ
اتهموهُ بالكلامِ عُدواناً:
لا جرحَ يكتنزُ بظلِهِ
وزُلالُ الوقتِ يدغدِغُني بِبراعَةٍ
ويُتمتِمُ بالعَدمْ
ثمَّ يدَعُو سفحَ القَصيدَة
إلى عَشاءٍ أخير
ينتَمي للحَنينِ
كعنصُرٍ شاذٍ في رَتابَةِ الإيماءات
وأتَبللُ باختِصارَةِ أيلولُ لخَجَلِه
وطيِه للمَرثيةِ المنتَظرةِ يدلِقُ فيَّ الوَرعْ
فتَندَغِمُ اندِثاراتِ الوهمِ بالمَجدِ
ويَصيرُ الهَمسُ كالمُخيلةِ المتآكِلَة
تلفُها الأصابِعُ .. ويقتُلُها الشُموخْ
قُمْ إلَى بَسمَلَتي
واطلُبِ الصفْحَ مِن مَدائِنِها
حتَى تُداهِمَ الرُوحُ الطفولةَ المُبعثَرةَ
بِألوانِ الحَفيفْ
مبارَكٌ هُوَ الحُزنُ .. لمَّا يَطوفُ بالبيتِ سبعاً
ويَشطَحُ بِرمَتِهِ تحتَ قُبَّةِ المِدادْ
يُقشِرُ الرواسِبَ / يدمَعُ للضبابْ
فأقطِفُ وردَةً لِأهديها للباحِثِ عَنْ أمَل
وتَعودُ الوردَةُ إلَى قاطِفِها الأولَ بعد بعضِ الزَمَنِ
يَسيرُ الوقتُ برفقٍ لمّا يَرَ نظَراتِنا تُحوِطُهُ